ميسلون-جميل قزلو
أرخت الحرب في سورية بظلالها على المجتمع السوري، وأبرزت الآفات المجتمعية بكافة أنواعها. ومن الطبيعي أن البلد التي كانت تصنف بالمرتبة الثالثة عالميا بمستوى الأمن الداخلي وتحولت إلى آخر بلد على مستوى الأمن أن تشهد ازدياد بجرائم القتل وبأعداد الخارجين عن القانون وصانعي الآفات الاجتماعية. إذ أن تجار الحروب أمعنوا في استخدام سورية لتسويق بضائعهم من السلاح والذخيرة إلى المخدرات وما يشابهها والتي أصبحت آفة حقيقية في الأوساط الشبابية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
“أحمد” وهو اسم مستعار لشاب دمشقي لم يقتل ولم يصب لكنه بات يمضي الكثير من وقته بإفراغ السجائر من تبغها واستبدال ما بداخلها بمادة بنية اللون وهي مادة الحشيش.
يقول أحمد وهو من سكان إحدى المناطق العشوائية إنه لا يجد صعوبة في توفير مادة “الحشيش” بسبب كثرة الموزعين في العاصمة السورية دمشق وعندما يشعر بنقص المادة يتصل بأحد الموزعين ويلتقي به في مكان ما يسلمه المال ويستلم حاجته.
يكمل الشاب حديثه عن تجربته مع “الحشيش” ويقول، كانت العملية صعبة ومعقدة قبل بدء الأزمة ، بسبب خوف المهربين والانضباط الأمني الذي كان سائدا في سورية، أما اليوم فالموزعين أصبحوا يتواجدوا في الحدائق وفي الحارات وفي كل مكان، ومنهم من بدأ العمل على فكرة “الديلفيري” وأن بعض الموزعين ينسبوا أنفسهم لجات سلطوية كي يحموا أنفسهم.
يدخن سيجارة الحشيش ويكمل الحديث، كل موزع يختص بنوع معين فمنهم من يختص “بالشقرا” ومنهم من يختص “بالسمراء” ومنهم من يختص “بالمطبوخة” ومنهم من يختص “بالحلال”.
ويبرر أحمد تعاطيه للحشيش بأنه الحل الوحيد الذي يخرجه من هذه الواقع، وينسيه كل ظروفه التي مر بها على مدار سنين الحرب، لا بل هو مقتنع فعليا بأن الحشيش لا يضر الصحة. أما عن كيفية تأمين ثمن الحشيش الذي يشتريه، فيقول أحمد أنه يبيع كميات قليلة لأصدقائه الجديد في درب الحشيش ومن مرابحه يشتري حاجته.
ويؤكد أنه من السهولة الكبرى الحصول على المواد المخدرة في العاصمة دمشق إلا أن سعره ارتفع إلى الضعف، حاله كحال باقي السلع الغذائية والمعيشية في السوق، إذا أكد أحمد أن ما كان ثمنه قبل الحرب 4000 آلاف ليرة سورية أصبح اليوم بعشرة آلاف، كما أنه يرتفع في المناسبات والأعياد والعطل الرسمية.
الزيارات: 3124