"ميسلون"- سوريا -ربيع ديبة
من بوابتها الشمالية ساعة صفر معركة حلب بدأت وحنفية الدم التركية السعودية إلى المدينة تلفظ قطراتها الأخيرة .... فطريق الكاستلو الذي يعتبر أخر شريان يربط التنظيمات الإرهابية داخل مدينة حلب بالريف الشمالي والحدود التركية تم قطعه من قبل الجيش العربي السوري وحلفاءه .... المعركة التي طال انتظارها جاءت بدأت بإشارة من الحليف حزب الله ... فلم تمضي سويعات على كلمة السيد حسن نصر بمناسبة أربعين السيد مصطفى بدر الدين حتى فتح الجيش العربي السوري وحزب الله والمقاتلات الروسية حممهم على معاقل التنظيمات الإرهابية في الأحياء الشرقية والغربية والشمالية لمدينة حلب ليتبعها عمل عسكري على منطقة الكاستلو التي تعتبر أخر شريان إمداد قادم من تركيا إلى التنظيمات الإرهابية المتواجدة داخل المدينة
مصدر عسكري تحدث ل"ميسلون" عن العملية التي بدأت مع ساعات الليل الأولى بتنسيق بين سلاح المدفعية والصواريخ والطيران الروسي والسوري " لقد نفذنا ضربات منسقة لبنك أهداف يشمل جبهة النصرة والتنظيمات المتحالفة معها على أحياء بني زيد ومخيم حندرات وطريق الكاستيلو
وفي تطور يعيد للأذهان عاصفة السوخوي الأولى شاركت المقاتلات الروسية بأكثر من 20 غارة على حي بني زيد الذي يعتبر أهم معقل في المدينة لحركة نو الدين الزنكي المدعومة من تركيا والتي تعتبرها أمريكا من التنظيمات المعتدلة بالتزامن مع ذلك استهدفت مدفعية الجيش بأكثر من مأتي قذيفة مواقع الإرهابيين في أحياء حلب وعن هذا يقول المصدر "لقد استهدف سلاح الجو معظم أماكن تجمعات الإرهابيين في عدة جبهات داخل المدينة كما تم تنسيق الضربات مع وحدات المدفعية لإحداث شلل تام في صفوفهم ودفعهم للانسحاب بعد ذلك قطعنا طريق الإمداد الوحيد عنهم _ الكاستيلو _ لقد باتت معاقلهم في المدينة مطوقة بالكامل وستدفع تلك التنظيمات جزاء ما اقترفته من مجازر بحق المدنيين
مشهد معركة مدينة حلب القادمة بات يتضح أكثر فأكثر . فعملية الجيش العربي السوري وحلفاءه لم تقتصر على ضربات جوية ومدفعية بل تزامن مع تقدم لوحدات المشاة على عدة محاور في جمعية الزهراء غرب المدينة ومخيم حندرات في محاولة لتعزيز الجبهات ومنع التنظيمات الإرهابية خارج المدينة ومن محور الليرمون تحديدا من محاولة إحداث أي ثغرة أو مناورة لخرق الطوق تقدم وحدات المشاة من شأنه أيضا تعزيز عزل التنظيمات الإرهابية في المدينة عن محيطها الشمالي وقطع طرق إمدادها
المصدر العسكري الخاص أكد ل"ميسلون " أن تكثيف الضربات الجوية والمدفعية على أحياء حلب وريفها الشمالي جاء كخطوة أولى للعمل العسكري في معركة المدينة " الأمر الذي دفع بعض التنظيمات الإرهابية للهرب شمالا عبر الكاستيلو لتأتي الخطوة الثانية بإغلاق هذا الشريان نارياً واصطياد أعداد كبيرة من المجموعات المنسحبة الى الريف الشمالي وقد اعترفت تلك التنظيمات الإرهابية بخسارتها لأكثر من 120 مقاتل على مختلف جبهات المدينة خلال الاثني عشر ساعة
المصدر العسكري . المقاتلات الروسية والسورية منعت أيضا في هذه العملية استقدام اي تعزيزات للإرهابيين من الريف الشمالي حيث استهدفت الغارات مناطق عندان وحريتان وكفر حمرة والملاح
ومخيم حندرات بأكثر من 50 غارة متتالية خلال ثلاث ساعات وهو ما يعتبر الأعلى في عدد الغارات منذ انتهاء عاصفة السوخوي الروسية الأولى في شباط الماضي
أمام تقلّص خيارات إرهابيي النصرة وحلفاءهم يرشح عن العملية العسكرية التي بدأها الجيش وحلفاءه في مدينة حلب أحد السيناريوهين التاليين:
1. انكفاء التنظيمات الإرهابية داخل الإحياء التي تسيطر عليها وبالتالي وقوعها تحت حصار كامل يمنع عنها الإمداد بمقومات بقاءها
2.انسحاب التنظيمات الإرهابية من أحياء المدينة باتجاه جبهات الريف الشمالي في عندان وحريتان وبالتالي نقل معركة المدينة الى الأرياف الشمالية
وبين هذين السيناريوهين يبدو السيناريو الأول عن انكفاء تلك المجموعات داخل المدينة هو الأوفر حظا رغم إن لا مصلحة لأمريكا وحلفاءها الأتراك والسعوديين بإنهاء معركة حلب المدينة وهي تراهن على بقاء الصراع داخل المدينة كونها الوسيلة الأنجع كما تعتقد للضغط على الدولة السورية لذلك ستسعى لإطالة أمد صمود تلك المجموعات المحاصرة إلى وقت طويل قبل انهيارها . كما تعي أمريكا وحلفاءها خطورة هذا الانكفاء داخل أحياء المدينة وتطويقها من جميع الجهات من قبل الجيش السوري وتعلم إنها ستضطر في النهاية إلى الذهاب مجددا الى طاولة المفاوضات دون أن تملك ورقة قوة كانت تؤرق الدولة السورية وستسعى أمريكا في أحسن الأحوال لفك الحصار عن تلك التنظيمات لكن بشروط سورية مرّة عبر تكرار سيناريو حمص القديمة "لا مصالحة ولا هدنة" بل عملية نقل للإرهابيين إلى خارج المدينة بإشراف الأمم المتحدة وإدخال مساعدات إنسانية لمن تبقى من المدنيين في أحياء كبني زيد . كما ستفرض الدولة في هذا السيناريو قوتها في المفاوضات بتجميع من تبقى من "معارضة معتدلة " في أحد الإحياء المحاصرة مع عائلاتهم وإنهاء الملف السياسي "للتنظيمات المعتدلة" في المدينة كما حدث في حمص القديمة بينما ستسعى مستقبلا أجنحة تلك التنظيمات إلى تعزيز وجودها العسكري في باقي الريف الشمالي الواصل إلى إعزاز ومن ثم تركيا..
2016.06.25
الزيارات: 10097