الساعات العصيبة التي مرت على جبهة طوق حلب عكست مقدار فشل جيش الفتح، خاصة أنها التجربة أو المعركة الأولى للنصرة باسمها الجديد، وعكست أيضا مقدار ثبات الجيش العربي السوري وحلفائه؛فالجيش لم يستوعب فقط هجوم الإرهابيين على المحور الجنوبي الغربي، بل سارع أيضا إلى فتح جبهته الشمالية في مخيم حندرات، وتقدّم ليستحوذ على مناطق جديدة تعزز الطوق الحلبي.
"ميسلون" ـ سوريا ـ ربيع ديبه
"أكبر ملحمة بتاريخ الجهاد" معركة أطلقها الإرهابي عبدالله المحيسني شرعي جيش الفتح الإرهابي لفك الطوق عن حلب، وعد فيها قطعان المجاهدين بنوع خاص من الحور العين، لعابهن عسل!
الهجوم الأعنف منذ أسبوعين خُطط له البدء باقتحام طوق حلب من اتجاه منطقة الراشدين 4باتجاه الأحياء الجنوبية الغربية للمدينة في محاولة للوصول إلى مدرسة الحكمة، وبعدها الوصول إلى طريق الراموسة. وهو ما يمهد لفك طوق الجيش العربي السوري عن أحياء حلب الشرقية التي يسيطر عليها الإرهابيون.
جيش الفتح الإرهابي استدعى مؤازراته من أرياف ادلب وحماه وريف حلب الغربي؛ عشرات الانغماسيين الانتحاريين وأكثر من 12 مدرعة وعشرات العربات الرباعية الدفع فتحت نيرانها على وحدات الكمائن المتقدمة للجيش السوري في حي الراشدين 4 بينما تقدمت عربتان مدرعتان مفخختان الى مدرسة الحكمة ومنطقة أبنية 1070 في محاولة لفتح ثغرة تمهد الطريق لتقدم الانغماسيين.
ثماني ساعات من الاشتباكات العنيفة شنه جيش الفتح على عدة خطوط متلاحقة من المؤازرات على أمل تحقيق الخطة، لكن الجيش العربي السوري بالمقابل عمل على تفكيك مفاتيح الهجوم، وإعادة التموضع في عدة نقاط فاسحا المجال لجيش الفتح الإرهابي بالتقدم أكثر وإنهاكه.
طائرات الاستطلاع الروسية والسورية رصدت جميع محاور تقدم الإرهابيين وخطوط الإمداد بالذخيرة،
وكان لسلاح الجو الروسي والسوري، الدور الحاسم في إحباط الهجوم الإرهابي؛ عشرات الغارات أسفرت عن تدمير عدد كبير من الآليات والمدرعات التابعة للإرهابيين..
المفاجأة كانت عند وصول الانغماسيين الى أبنية 1070؛يروي قائد ميداني في حديث هاتفي ل"ميسلون" قصة الهجوم " لقد كنا نعلم عن طريق وسائل الاستطلاع المتقدمة بالهجوم. قمنا بإعداد خطة تعتمد على إفساح مجال لمحور اقتحام الإرهابيين وإعادة التموضع في نقاط بمحيطها، حيث دخل الإرهابيون إلى مدرسة الحكمة وأبنية 1070 ليجدوها فارغة. وهنا كان دور وحدات الهندسة في الجيش السوري حيث عمدت الى نسف تجمعات الإرهابيين وتدمير عربتين مفخختين بينما شكلت الغزارة النارية من قبلنا صاعقة على رؤوسهم وتمكنا من إيقاف الهجوم الأول". يضيف القائد الميداني " كل ما حققوه هو أنهم تمكنوا من السيطرة على بعض نقاط الكمائن المتقدمة ولم يحدث أي خرق يؤثر علي الطوق الحلبي سوى أنهم سيطروا على جزة من كتلة أبنية 1070 وبعض النقاط."
بالمقابل استدعى الإرهابيون على الفور الصف الثاني من خطوط الاقتحام، علّهم يتمكنون من تجاوز حظهم السيئ في الهجوم الأول.
عمل إرهابيو جيش الفتح على إشعال إطارات في محاولة لمنع طائرات الاستطلاع من الكشف عن أهدافها نتيجة كثافة الدخان المتصاعد لكن ذلك لم يمنع سلاح الجو الروسي الذي تكفل بمهمة إبادة و ضرب تجمعات جيش الفتح الإرهابي على طول خطوط إمداده من الراشدين 4 وحتى غرب حلب وريف ادلب الشمالي.
وهو ما أوقف الهجوم الثاني وأحدث شللا واسعا في صفوف الإرهابيين حيث أصدرت غرف عمليات الإرهابيين قرارا يمنع الناشطين التابعين لها " من تداول أي معلومة تتعلق بعملية حلب وتداعياتها تحت طائلة العقوبة والاعتقال"
القائد الميداني أشار إلى توقف الاشتباكات حاليا سوى بعض عمليات القنص دون تغيير يذكر في جغرافيا السيطرة.
فشل معركة فك طوق حلب وعدم قدرة المحيسني وداعميه السعوديين، انعكست على ريف ادلب في انهيارات معنوية لدى الإرهابيين؛ يقول مصدر محلي في ادلب "منذ الساعة السادسة مساء أمس لم تتوقف نداءات الجوامع في ادلب وريفها عن طلب التبرع بالدم للمقاتلين عل جبهة حلب. لم يؤذن أحد في الجوامع كما العادة وذلك بسبب كثرة أسماء الإرهابيين القتلى" وهو ما خيّب آمال الكثيرين من الإرهابيين وحواضنهم، خاصة بعد وعود المحيسني شرعي النصرة بان هذه المعركة ستغير مسار القتال في ارض الشام .
الساعات العصيبة التي مرت على جبهة طوق حلب عكست مقدار فشل جيش الفتح، خاصة أنها التجربة أو المعركة الأولى للنصرة باسمها الجديد، وعكست أيضا مقدار ثبات الجيش العربي السوري وحلفائه؛فالجيش لم يستوعب فقط هجوم الإرهابيين على المحور الجنوبي الغربي، بل سارع أيضا إلى فتح جبهته الشمالية في مخيم حندرات، وتقدّم ليستحوذ على مناطق جديدة تعزز الطوق الحلبي. ويذكر أن خسائر الارهابيين بلغت 800 قتيل و 45 الية وعربة ودبابة
2016.08.01
الزيارات: 8048