تابع مجموعة من الشخصيّات الوطنيّة والقوميّة واليساريّة، وممثّلون عن أحزاب وقوى سياسيّة واجتماعيّة أردنيّة، قضيّةَ اعتقال الكاتب الصحفيّ والناشط السياسيّ ناهض حتَّر، واستمرارَ توقيفه، والرفضَ المتكرِّر للإفراج عنه بكفالة.
كان ذلك في لقاءٍ موسَّعٍ، تدارس خلاله المجتمعون التطوّرات التي حدثت منذ قرار توقيف ناهض حتَّر وحتَّى تاريخ اجتماعهم؛كما قدَّم أعضاء هيئة المحامين، التي تدافع عن حتَّر، تقريراَ عن آخِر التطوّرات القانونيّة للقضيّة، بما فيها رفض إطلاق سراح موكّلهم بالكفالة.
وأكَّد أعضاء هيئة المحامين أنَّه تمَّت متابعة كلَّ مَنْ أقدم على التهديد بالتعرّض لحياة الكاتب والسياسيّ ناهض حتَّر،وتمَّ تقديم بلاغاتٍ قانونية، وفق الأصول،بهذا الشأن،وأصبحت ملفَّات هذه الشكاوى أمام الجهات القضائيّة المختصّة.
وتحدَّث عددٌ من الحضور، الذين زاروا حتَّر في سجنه؛ حيث نقلوا عنه تقديره لجهود كل مَنْ وقف(ويقف)إلى جانب قضيّته العادلة التي يراها انتقاماً مِنْ مواقفه السياسيّة والوطنيّة، وعقاباً عليها.
هذا، وقد ثمَّن الحضورُ، عالياً، الموقفَ الشجاعَ الرافضَ لاعتقال الكاتب حتَّر.. الذي بادر بالتعبير عنه، في الأردن،قوى حزبيّة ونقابيّة ونشطاء سياسيّون وكُتّاب وصحفيون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان ومدافعون عن الحريّات العامّة والشخصيّة؛كما أشاد المجتمعون بالموقف التضامنيّ المبدئيّ الذي عبَّرتْ عنه قوى سياسيَّة وفعاليَّات اجتماعيَّة وكُتّاب وصحفيّون ومواقع إلكترونيَّة ومنابر إعلاميّة ونشطاء في مجال حقوق الإنسان،في مختلف أنحاء البلاد العربيّة والعالم،ودعوا إلى تواصل هذه الحملة،محليّا ًوعربيّا ًودوليّاً، وتوسيعها، وزيادة زخمها وتنوّعها، إلى أنْ يتمّ إطلاق سراح الكاتب ناهض حتَّر.
وقد ثمَّن الحضورُ، بشكلٍ خاصٍّ، موقفَ المحامين، في الأردن وفلسطين والدول العربيّة، الذين رفضوا، بشجاعةٍ وإباء، الخضوعَ لتخويف الإرهاب الفاشيّ وسطوة التكفير الظلاميّ،وانضموا – رغم ذلك – إلى هيئة الدفاع عن الكاتب ناهض حتَّر، وأبدوا استعدادَهم التامّ للترافع في قضيَّته والدفاع عنه.
وأكَّد المجتمعون أنَّ قضيّة اعتقال الكاتب حتَّر كانت، منذ البداية، قضيّةَ تصفية حسابات سياسيّة،وأنَّها اتّخذت منحىً تجاوزَ البعدَ القانونيَّ والقضائيَّ إلى الاغتيال المعنويِّ والسياسيِّ لشخص الكاتب حتَّر، كما أنَّها مثَّلت اعتداءً سافراً على الحريّات المدنيّة والسياسيّة التي كفلها الدستور، وسمحت بتغوُّل تنظيمات الإسلام السياسيّ وتيّاراته المختلفة على المجتمع وعلى الحريّات العامّة والشخصيّة، وإثارة النعرات الطائفيّة والمذهبيّة،وتنصيب نفسها وصيّةً على الناس (فرادى وجماعات).. بالوكالة عن ربّ العباد؛ لتمنح صكوك الغفران (والكُفران).. بحسب ما تقتضيه مصالحها الأنانيّة ومطامحها غير المشروعة.
وقد ظهرت الحكومة،في هذه القضيّة،كطرفٍ راضخٍ لضغوطات هذه التيّارات.الأمر الذي يتناقض مع ما تُصرِّح به دائماً،للداخل والخارج، عن عزمها على مكافحة التطرّف الفكريّ والعنف والإرهاب، ورفضها استخدام الدين واستغلاله لأغراض سياسيّة ومصالح أنانيّة.
وأكَّد المجتمعون على ضرورة السير بالقضيّة في مسارها القانونيّ الصحيح، والتوقّف عن التوظيف السياسيّ لها؛كما نبَّهوا إلى خطورة الوضع الصحيّ للكاتب حتّر، الذي يحتاج إلى مراجعةٍ طبيّةٍ متخصِّصةٍ وفحوصاتٍ متكرّرةٍ كلَّ ثلاثة أسابيع، بإشراف أطبائه المختصّين؛ الأمر الذي لا يمكن توفّره في مكان توقيفه.. ممّا يتطلّب الإخلاء الفوريّ لسبيله.
وقرَّر الحضور إطلاق «الهيئة الشعبيّة للتضامن مع الكاتب ناهض حتَّر والدفاع عنه»، وأن تتولَّى هذه الهيئة مهمّة التنسيق مع المتضامنين جميعاً، في الداخل والخارج؛ وتقوم بتوضيح الأبعاد السياسيّة لقضيّة الكاتب ناهض حتّر؛وتتواصل مع وسائل الإعلام والهيئات المعنيّة بحقوق الإنسان والحريّات،محليّاً وعربيّاً و دوليّاً.. لضمان تغطيةٍ عادلةٍ وموضوعيّةٍ للقضيّة.كما شُكِّلت لجنة لمتابعة عمل الهيئة وتنسيق جهودها وموافاة أعضائها بالمستجدّات.
واختتم المجتمعون لقاءهم بمطالبة الحكومة بإطلاق سراح الكاتب ناهض حتَّر بالكفالة..في أسرع وقت،وبأنْ تتوقَّف عن التصرّف كطرفٍ منحازٍ، يعمل على تسوية حسابات سياسيّة ضيّقة على حساب الوطن وقضاياه وأبنائه.
الهيئة الشعبيَّة للتضامن مع الكاتب ناهض حتَّر والدفاع عنه
عمَّان بتاريخ 27 آب/أغسطس 2016
الزيارات: 5715