بقلم: آدم غاري
ترجمة: "ميسلون" - علي ابراهبم
المرشحان الرئيسيان في الانتخابات الرئاسية القادمة في كوريا الجنوبية على يسار الرئيسة المعزولة بارك غوين-هي والتي يسعيان لأخذ مكانها.
في خضم تبادل اللكمات الخطابية بما يشبه الملاكمين الجيو-سياسيين بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، قليلون هم من أخذوا بعين الاعتبار تأثير الأحداث الأخيرة في كوريا الجنوبية على القرار الأميركي بتوتير الأوضاع مع كوريا الشمالية.
بتاريخ العاشر من الشهر الماضي، تم عزل رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هي من منصبها. وبعد ذلك تم توقيفها وهي تقبع حالياً خلف القضبان.
كانت بارك موالية للأميركان بشكل كبير وفي نهاية حياتها النضالية ضمن الطيف السياسي الكوري الجنوبي
ومع أن عزلها من منصبها نتج عن مزاعم واسعة بالفساد، إلا أن الكثير من الكوريين الجنوبيين الذين يرغبون بمقاربة سياسية غير عسكرية لحل مشاكل شبه الجزيرة الكورية، تنفسوا الصعداء بشكل جماعي.
هنالك علاقة واضحة بين الخطاب والمناورات العسكرية الأميركية التي إزدادت بشكل كثيف وبين عزل بارك من المنصب وتوقيفها. إن تحديد ما إذا كانت هذه العلاقة سببية أم من قبيل الصدفة يتوقف على تحليل من هو المستفيد من تسريع التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
انسحب الرئيس بالوكالة هوانغ كيو-آن من السباق الإنتخابي الرئاسي المقبل الذي سيجري بتاريخ التاسع من شهر أيار-مايو المقبل، بينما بينت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه من بين المتنافسين الحاليين يأتي مون جاي-إن في الصدارة، ويلاحظ مراقبون أن سياسات مون هي عموماُ على يسار الرئيسة السابقة بارك ويتوقع الكثيرون أنه قد يتحدى الهيمنة العسكرية الأميركية على السياسة الخارجية الكورية الجنوبية.
أما المرشح الثاني في الاستطلاعات آن كيول-سو فهو أكثر يسارية، وقد عارض تزويد الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية بمنظومات الصواريخ ثاد (THAAD) بل ويطلق على نفسه لقب ’بيرني ساندرز’ الكوري الجنوبي.
وفي حال اندلاع حرب واسعة النطاق في شبه الجزيرة الكورية قبل التاسع من أيار/مايو، فمن المحتمل بشكل كبير أن ينتج عنها تأجيل الانتخابات، التي يخوضها مرشحان لهما موقف في السياسة الخارجية بعيد في يساريته عن سياسة الإدارة الحالية، ومن المرجح أن يتصدرا الانتخابات.
وليس سراً أن العديد من أفراد المخابرات الأميركية والجيش الأميركي يفضلون رئيساً أكثر يمينية، وذو توجه عسكري في سيؤول.
وعليه، يتسائل متابعون: هل من الممكن أن تكون الدولة العميقة الأميركية قد قررت أنه بإقناع ترامب باتخاذ مواقف حربية تجاه كوريا الشمالية، فإن ترامب سيستفيد من خلال ارتفاع معدل شعبيته وفي الوقت عينه تتمكن الولايات المتحدة من إبطاء مسير كوريا الجنوبية نحو يسارٍ يتجه صوب السلام؟
إن أغرب الأشياء وفي الواقع أكثرها أذيةً قد حدثت سابقاً. وبالتأكيد إن ذلك احتمال قائم.
المصدر :
http://theduran.com/could-the-us-go-to-war-with-north-korea-in-order-to-stop-democracy-in-south-korea/
2017.04.22
الزيارات: 4692